الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

الطفل والوحش
الصبح يفتق أثواب السواد
يطرق أوتار الفؤاد
وأميرة الصباح تتوشوش بنهم
الغابة يا ولدي مترفة
فيها أودية رقراقة
فهلا خرجت؟
واعدت أترابي 
في حضن الغاب
وأخذت فتات أحلامي
و أمير ألعابي
الطريق خالية من المارة
والعصافير على غير عادتها خرساء
الصوت خاو وأترابي صمتهم ثرثرة الأحلام
تغير لون السماء نحو السواد
وانتفضت بتلات البيلسان
فسالت الدماء صابغة الزنابق
معكرة عطر الريحان
زمجر خلف الأشجار وحشا 
قضم صمودي
وكشر عن الشرور
حاولت الرجوع
فأبى الرجوع استقبالي
استقبلت الجوع 
واختقت بالدماء
أين أحبابي؟ أين جدي وشجرة السنديان؟
انهال الوحش على أكوام الأماني
يلتهمها بشراهة 
أماه لا تحزني فقد أتى دوري 
فأنا وجبة اليوم
دمائي تسيل لتروي التراب
وطفولتي اغتصبت في الغاب
زغردي أماه صمي الخوف
ليخرس الوحش 
دثريني بالأمان
علمي إخوتي الحذر
لا يغريكم نغم الوتر
فخلفه ذو المخلب تنكر
ناهد الغزالي/تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق