عصر الطغاة
********************
رمانا بلاء محدق لا يغادر
فأكبى الأمانُ المرتجى والخواطرُ
-
ظلوم الخطى عصر الطُّغاةِ وطائلُ
به القتل والحرق الرهيب يخامرُ
-
ينيخ لنمرودٍ يجاملُ عاتيــــــــاً
و يمرعُ فيه الغدر خبثاً يفاخر
-
ودنيا الدنايا تحضنُ الزَّيف يحتفي
ببذر الضحايا- والمآسي تؤازرُ
-
تُحابي لغابٍ ينثر الرُّعبَ مُهوِلاً
يُسَجَّى بها حقٌّ- ويَفخرُ غادرُ
-
تُصَعِّرُ خدَّاً للكرامِ وقد سعوا
وتفتي إلى الطاغي الصَّفيقِ منابرُ
-
قست وهي تسبي الورد عطر بتوله
تضمِّخُ منه القاتلين تسامــــــــــر
-
أَذا عالمُ الإنسان من سنَّ ظلمهُ
وغالَ الحَيا فيه فماتت ضمائرُ
-
وخاط بحلم الآملين كفونهم
ويفتلُ أمراساً لتتنمو المقابرُ
-
لحا الله كوناً أورد الحرَّ حتفهُ
ويُحكِمُ فيه القيدَ طاغٍ يساورُ
-
ويكفى الرّدى سلماً وتذوي براءةٌ
ويطوي الدُّخان المزنَ تنعى الأزاهرُ
-
غداة الفقير المقتوي بين ضنكها
لتربو كنوزٌ كدَّستها المَحاورُ
-
سعارُ تمطَّى يملأ الأرض والفضا
وتفري إلى الإنسانُ تسطو تناورُ
-
ألم يكتفِ الإنسان بالوَهْنِ كامناً
وبالموت في كلِّ الزوايا تجاور
-
وما في فصول بالرزء كامنا
وتصلي ينوعاً بينما الفقدُ سادرُ
-
بدا العقلُ في الإنسان اسماً لفاقدٍ
وإلا فكيف الموت فشّاهُ جائرُ
-
مرايا لغابٍ مجرمِ ضخّ رعبَهُ
بخبثِ النوايا والمعرّبُ قادرُ
-
إذا لم يكَسِّر ذي المرايا مفَكِّرُ
وحقٌّ له الحرُّ الشريفِ يغامرُ
-
سيبقى العنا والحزنُ في الكون سارحاً
وتنمو لغيلان الذّهانِ الأظافرُ
-
فويل لمن بالضّعف يرجو حقوقه
فوعدُ بلا ردعٍ جسورٍ - لخائرُ
-
ولا تُرتجى بالنادبات مطالبٌ
فما يسمعُ المغلوبَ بالضَّعف خاطرُ
-
سيبدو حوار الحقِّ بالضّعف ذلّةً
به الوَهْنُ في لجِّ المحافل صاغرُ
-
فما ذلَّ من رام الحيـــاة بعــزّةٍ
وما نالها في فكِّ وحشٍ مُسايرُ
-
فدع عنك خوفاً جرَّعَ الذُّلَ عاطناً
بغرٍّ خبيثٍ أرضعتهُ المحاورُ
-
فلا الموت في ميدان عزٍّ مرارة
ولا العيش في ذلٍّ به الخلدُ ساترُ
-
على قمة الأرزاء يعلو سفيهها
فما ضرَّ لو جابهت والحقُّ هادرُ
-
إذا جاء بالموت الشنيع مغامرٌ
فكم جابهت عصفَ الرِّياح الأطايرُ
-
بجهم تُدنّي المزن بَكْما وتختفي
وغيث الحيا يُدنيهِ رعد هادر
-
فلا تطعمُ الجرداءُ إلا بحرثها
وما أنفحت من غيرِ قطرٍ أزاهرُ
29-11-2015
الأحد
ك-ن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق