الجمعة، 28 أكتوبر 2016

ما للعروبـــــة!!

شعر: د.وصفي حرب تيلخ
***   ***

ما للعروبة قد بدتْ تترنّحُ

----------------------- وبها الحياة تعيسةٌ لا تُفرِحُ
   
قد غالها عسْفُ الجناة ولَيْتَها

--------------------- تَرْنُو إلى المجد القديم وتطمح
  
رضِيَتْ حياة الذّلّ فهي ذليلة ٌ

------------------------ وحزينة ٌبل بالكآبة ترزح
  
لا شمسها تمحو الظّلام بضَوْئها

------------------- ولا النّجومُ ولا الكواكب تسبح
  
والنّبع جفَّ فلا الحقول ظليلةٌٌ

---------------------- والطّير فيها ذاهلٌ لا يصدح
   
وهناك قومٌ تائهون كأنّهم

---------------- فقدوا الحياءَ مع الشّعور وتَمْسَحُوا
  
لا يملكون من الأمور زمامها

------------------------ متخاذلين بغِيِّهم لم يبرحوا
    
قالوا خذوا هذي الحياة فإنّها

---------------------- هِبَة السّلام وبالهدوء تسلَّحوا
  
أدب ُ السّلام سياسة ٌ مدروسة ٌ

----------------------- وهو الخَيَار به نقول وننصح
    
عيشوا بلا عُنفٍ كفانا ثورةً

------------------- واحموا السّلام وطبّعوه وأصلحوا
    
شكراً لصُنّاع السّلام فهذه

------------------------ أرض السّلام بكلّ يومٍ تُذبح

قهْرٌ وإذلالٌ وهدْمُ منازلٍ

-------------------------- أسْرٌ وقتْلٌ والحواجز أفدح
  
سبُل الحياة جميعها مسدودة

-------------------------- فكيف تنعم بالحياة وتفرح!

والوضع ساء بفتنة ملعونة

---------------------- يمسي بها الوطن الذّبيح ويُصبح
  
ما بين فتْحٍ والحماسِ وقيعةٌ

----------------------- سوداء تزخر بالشّرور وتنضح

كلّ بها أعمى البصيرة جائرٌ

------------------------ كالثّّوْر يُطعَنُ بالرّماح ويَنْطَح
  
حتّى تكاثرتِ الجراح بجسمه

------------------------ نَزَفَ الدّماء ومات ذاك الأملح
  
والأمّة الرّعْناء في سَكَراتها

------------------------- لا تستجيب فهل يعزّ المصلح
  
إنّي عجبتُ لأمّة قد يستوي

-------------------------- فيها العميلُ وكلّ حرٍّ ينصح
  
لا عاقلاً في القوم يُبدي حِكْْمةً

--------------------------- كلاّ ولا رَجُلاً رشيداً ألمح
   
يتلاعب الإعلام فيها مُجْرِمَا

----------------------- طَرِِبا بما فعل الجناة وصرّحوا

ويكاد يصفعني المذيع بلفظه

-------------------------- لمّا يلوك لســــــانه يتفصّح

فيغيب جَرْسُ المفردات بجَوْفِه

-------------------------- ويمجّ لفظاً للحقيقة يجـــرح

حتّى المعانيَ حرّفوها خِدْعةً

------------------------- جعلوا القبائحَ بالجَمال تُوَشّح
  
لا, لا نريد دُويلتين لشعبنا

----------------------- أو قائدين فمــا بذلك  نُفلـــــح
  
القدس أسمى من مواكب لَهْوِكم

--------------------- والشّعب يأبى ما يُحاك و يُشْرَح
    
فلْتَسْمحوا للعقل يحكم بينكم

----------------------- شهداؤنا يا سادتي لن يصفحوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق